Page 134 - web
P. 134

‫اتجاهات في الإرهاب العالمي‪ ..‬النظر َّيات‬                                                             ‫دراسات أمنية عالمية‬
                    ‫والاتجاهات والمسارات‬
                                                                                                       ‫عرض‬
‫‪Directions in International Terrorism.‬‬                                                                 ‫كتاب‬
            ‫‪Springer2021.‬‬

                                            ‫عرض وتعليق‪ :‬د‪.‬خالد كاظم أبو دوح‬
                                                        ‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬

‫طبيعـة العلاقـة بني الإرهـاب والهويـة‪،‬‬                           ‫المرتبطـة بمكافحـة الإرهـاب‪.‬‬          ‫يبحث هذا الكتاب في الجوانب الجديدة‬
‫وطـرح كثر ًيا مـن دراسـات الحالـة مـن قـارة‬          ‫وعمو ًمـا‪ ،‬يم ِّثـل الكتـاب مرج ًعـا مه ًّمـا‬     ‫وغري السـائدة للإرهـاب العالمـي في مناطـق‬
‫أفريقيـا‪ ،‬وأشـار إلى ضـرورة التو ُّسـع في‬            ‫للباحثني وصانعـي السياسـات والقـراء‬               ‫كثرية مـن العالـم المعاصـر‪ ،‬بمـا فيهـا‬
‫إضفـاء التحليـل التاريخـي على الإرهـاب في‬            ‫العاديني‪ ،‬كمـا أنـه سـيع ِّزز البحـوث‬             ‫أفريقيـا وأوروبـا وآسـيا‪ ،‬ويستكشـف‬
‫بعـض مناطـق أفريقيـا‪ ،‬وعـدم التصديـق‬                 ‫والدراسـات المتع ِّلقـة بالإرهـاب‪ ،‬وفيمـا ييل‬     ‫القضايـا التـي لـم ُتستك َشـف ح ًّقـا في الرتاث‬
‫المطلـق بـأن الإرهـاب يرجـع إلى الظـروف‬              ‫موجـز عـن أهـم القضايـا التـي تطـرق إليهـا‬        ‫العلمـي السـائد‪ ،‬مثـل‪ :‬القضايـا البيئ َّيـة‬
‫المحل َّيـة في بعـض المناطـق هنـاك‪ ،‬باعتبـار‬         ‫الباحثـون المشـاركون في تأليـف الكتـاب‪:‬‬           ‫وارتباطهـا بالتنظيمـات الإرهاب َّيـة‪ ،‬وقضيـة‬
‫ذلـك هـو السـبب الوحيـد للإرهـاب‪ ،‬وأوصى‬              ‫يؤكـد الفصـل الأول أن مهمـة التنظري‬               ‫انضمـام النسـاء لبعـض التنظيمـات‬
‫الكتـاب بضـرورة النظـر في الديناميك َّيـات‬           ‫للإرهـاب تتسـم بالصعوبـة والتعقيـد؛ لأن‬           ‫الإرهاب َّيـة في أوروبـا‪ ،‬وإسرتاتيجيات‬
‫السياسـ َّية والبيئ َّيـة الإقليم َّيـة وقضايـا‬      ‫الإرهـاب بطبيعتـه ظاهـرة مركبـة ويتداخـل‬          ‫التنظيمـات الإرهاب َّيـة الخا َّصـة باسـتخدام‬
‫الهو َّية والاقتصاد‪ ،‬عند تفسري الإرهاب في‬            ‫فيهـا كثري مـن العوامـل الاجتماع َّيـة‬
                                                     ‫والاقتصاد َّيـة والسياسـ َّية والأيديولوج َّيـة‪،‬‬            ‫وسـائل التواصـل الاجتماعـي‪.‬‬
               ‫بعـض المناطـق الأفريق َّيـة‪.‬‬          ‫وأن الإرهـاب ليـس حقيقـة تجريب َّيـة‬              ‫ينقسـم الكتـاب إلى أربعـة عشـر فص ًال‪،‬‬
‫وبالإضافـة إلى ذلـك‪ ،‬طـرح الكتـاب‬                    ‫يمكـن ملاحظتهـا‪ ،‬لكنـه مفهـوم مؤ َّسـس‬            ‫بمـا فيهـا المق ِّدمـة والخلاصـة‪ ،‬ويؤكـد‬
‫قض َّيـة توظيـف التنظيمـات الإرهاب َّيـة لمواقـع‬     ‫اجتماع ًّيـا‪ ،‬مـن خالل التجـا ِرب الذات َّيـة‬     ‫الحاجـة إلى إعـادة النظـر إلى الإرهـاب‬
‫التواصل الاجتماعي‪ ،‬وأشار إلى أن السبب‬                ‫للأفـراد وتصوراتهـم وتفسرياتهم‪ ،‬ويقرتح‬            ‫ودوافعـه مـن خالل رؤيـة عابـرة للحـدود‪،‬‬
‫في تزا ُيـد فاعل َّيـة التنظيمـات الإرهاب َّيـة على‬  ‫هـذا الفصـل النظـر إلى الإرهـاب مـن خالل‬          ‫أي‪ :‬لا تقتصـر على منطقـة محل َّيـة بعينهـا‪،‬‬
‫الإنترنـت وتطبيقاتهـا المختلفـة يرتبـط بعـدم‬         ‫نظر َّيـة الأمـن الوجـودي‪ ،‬وناقـش الكاتـب‬         ‫حيـث إن تطـ ُّور الإرهـاب في السـنوات‬
‫وجـود قواعـد مجتمع َّيـة تضبـط الأنشـطة‬              ‫فكـرة اختيـار أعضـاء التنظيمـات الإرهاب َّيـة‬     ‫الأخرية يكشـف عـن امتـدادات للتنظيمـات‬
‫عبر الفضاء السيبراني الذي أصبح مساحة‬                 ‫الانخـراط في الإرهـاب‪ ،‬حتـى لـو كان‬               ‫الإرهاب َّيـة تتخ َّطـى الحـدود الوطن َّيـة للدولـة‬
                                                     ‫الإرهـاب بشـكل موضوعـي تكتيـ ًكا مكل ًفـا؛‬        ‫الواحـدة‪ ،‬ويؤ ِّكـد الكتـاب أي ًضـا فكـرة‬
       ‫يمكـن فيهـا قـول أو نشـر أي شيء‪.‬‬              ‫لأنـه يوفـر لهـم إحسا ًسـا باليقني بشـأن‬          ‫مهمـة‪ ،‬جوهرهـا مـدى تعقيـد التحديـات‬
‫ومـن القضايـا المه َّمـة التـي طرحهـا‬                                                                  ‫الأمن َّيـة والتهديـدات المختلفـة التـي تواجـه‬
‫الكتـاب‪ :‬الروابـط بني الإرهـاب وقضايـا‬                           ‫الفعـل والممارسـة والوجـود‪.‬‬           ‫كا ًًّّل مـن الباحثني في دراسـات الإرهـاب‬
‫البيئـة والتغ ُّري المناخـي‪ ،‬وأن التنظيمـات‬          ‫وحـاول الكتـاب أي ًضـا استكشـاف‬                   ‫والعنـف والتطـ ُّرف‪ ،‬وصانعـي السياسـات‬
‫الإرهاب َّيـة أدركـت أهم َّيـة البيئـة وتداعيـات‬

                                                                                                                            ‫‪132‬‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139